قوله : (شرطها أن تكون علمية في العجمة) (١). ذكر شرطين :
أحدهما : علمية في العجمية ، والثاني : زائد على الثلاثة أو : (تحرك الأوسط) أما اشتراط العلمية في العجمية ، فلأنه لو كان نكرة لتصرفت فيه العرب بإدخال اللام والإضافة والتنوين ، فأشبه كلامهم وحاصله إن كان علما في اللغتين امتنع كـ (إبراهيم) وإن كان نكرة فيهما صرف ، نحو (لجام) و (ديباج) (٢) و (استبرق) إلا أن يوجد سبب مانع غير العجمية ، كـ (نرجس) و (بقّم) مسمى بهما امتنع للعلمية والوزن ، وإن كان نكرة في العجمية علما في العربية كـ (بندار) و (قالون) (٣) فسيبويه يصرفه (٤) وهو المفهوم من كلام ابن الحاجب (٥) ، ومنعه ابن عصفور وغيره (٦).
قوله : (وتحرك الأوسط نحو : شتر وسقر) (٧) فيه خلاف منعه الشيخ وجماعة قياسا على المؤنث ، وذهب الأكثر إلى صرفه ، ولا يقاس على المؤنث ، لأن التأنيث أثقل من العجمة ولهذا جاز في ساكن الأوسط الوجهان ، كـ (هند) وتحتم الصرف عند الأكثر في الأعجمي كـ (نوح) ولأن تحرك الأوسط في المؤنث قائم مقام ما سد مسد علامة التأنيث والعجمة
__________________
(١) في الكافية المحققة العجمية بدل العجمة.
(٢) ينظر الهمع ١ / ١٠٤.
(٣) البندار بالضم واحد البنادرة ، وهم التجار الذين يلزمون المعادن ، وهي المواضع التي يستخرج منها جواهر الأرض كالذهب والماس. ينظر اللسان (بندر) ١ / ٣٥٨.
قالون لم يستعمل علما وإنما استعمل صفة بمعنى (جيد) ومنه قول علي رضي الله عنه لشريح (قالون) وهو بالرومية بمعنى أصبت ينظر اللسان (قلن) ٥ / ٣٧٣٠.
(٤) ينظر الكتاب ٣ / ٢٣٥.
(٥) ينظر شرح المصنف ١ / ٤.
(٦) همع الهوامع ١ / ١٠٤.
(٧) خلت الكافية المحققة من لفظة (سقر).