الفنن ، وهو الغصن ، ومن برهن ، وتدهقن ، وشطن ، إذا بعد وكأن الشيطان بعد عن رحمة الله ، صرفها لأصالة النون. والأخفش (١) يصرف الرمان ، لأنه من رمن بالمكان إذا قام به ، و (مران) وهو الفناء إذا سمي به ، فمن أخذه من المرانة صرفه ومن أخذه من المرور منعه ، وإنما أثرا في منع الصرف على كلام البصريين (٢) لشبههما بألف التأنيث الممدودة ، من وجوه امتناع دخول تاء التأنيث عليهما معا وزيادتهما في آخر الكلمة ، وحذفهما للترخيم ، وكونهما حرفي مد ، ولأن اختصاص الزيادة في (سكران) بالمذكر ، كاختصاصهما في (حمراء) بالمؤنث وتساوي المصدرين وزنا ، فسكر من سكران ، كحمر من (حمراء) (٣) واختصاص كل واحد منهما بصيغة أخرى مخالفة لمذكره ، وبفوات الوجه الأول ، تسقط الألف والنون عند التأثير.
فإن قيل فيمنعان من الصرف من غير اشتراط علة أخرى كـ (حمراء) وجوابه ، أنه المشبه دون المشبه به ، وقال الكوفيون (٤) إنها أثر للزيادة فقط مع العلم والصفة لا للشبه ، وضعف بصرف (ندمان) وحكى أبو حيان (٥) واختاره الأمام يحيى ابن حمزة (٦) ، أنهم لا يشترطون مع الزيادة أن لا تدخله التاء ، ولا يعتبرون الشبهة بألفي التأنيث ، وقالوا لم تدخل العلمية سببا في منع الصرف ، بل شرط الألف والنون ، لأنه يمنع معها دخول (فعلانه) ،
__________________
(١) قال الأخفش في اللسان مادة (رمن) نونه أصلية مثل قرّاص وحمّاض وفعال أكثر من فعلان ، ٣ / ١٧٣٩.
(٢) ينظر الهمع ١ / ٩٥.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٦٠.
(٤) ينظر رأي الكوفيين في الهمع ١ / ٩٦.
(٥) ينظر رأي أبي حيان في الهمع ١ / ٩٦.
(٦) ينظر الأزهار الصافية في شرح المقدمة الكافية ١٢٥ وما بعدها.