لا يحكم عليه بالإسناد إلا بعد الحكم بالإخراج (١).
الثالث : لأكثر النحاة والزيدية (٢) وبعض المعتزلة (٣) أن المستثنى داخل في المستثنى منه حقيقة وحكما (٤) ، فإذا قلت (قام القوم إلا زيدا) و (عندي عشرة إلا درهما) فقد أردت في القوم زيد وفي العشرة خمسة وخمسة ، والإستثناء تخصيص بعد العموم بمنزلة التخصيص بالصفة (٥) والشرط (٦) والغاية (٧) وغيرها من التخصيصات المتصلة ، ولا يلزم التناقض
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٤٤.
(٢) الزيديه : فرقه إسلامية أسسها الإمام زيد بن علي بن الحسين في بداية القرن الثاني الهجري وقتل في عهد هشام بن عبد الملك ١٢٢ ه وهي تقول بجواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل منه. ويقرون إمامة الشيخين أبي بكر وعمر وأصول الزيدية لا تختلف كثيرا عن أصول المعتزلة وحكم الزيدية اليمن حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري.
ينظر شرح العقيدة الطحاوية ، والفرق بين الفرق ٢٢ ، والملل والنحل للشهرستاني ١ / ٣٢.
(٣) المعتزلة : فرقة إسلامية أسسها واصل بن عطاء في بداية القرن الثاني الهجري ويسمون القدرية لأنهم ينفون القدر ، والمعطلة لأنهم عطلوا بعض الصفات ، وقالوا بخلق القرآن ، ويسمون أنفسهم أهل العدل والتوحيد لأنهم يعتبرونه أساس عقيدتهم ويقولون بأن مرتكب الكبيرة منزلة بين المنزلتين لا هو مؤمن ولا هو كافر ويقولون بأن الإيمان قول وعمل فالمؤمن خرج من الإيمان بعمله ولم يخرج بقوله ودخل بالكفر بعمله ولم يدخل بقوله لذا يقولون بخلوده في النار إذا لم يتب ، ولكن دركته أقل من دركة الكفار. وينظر الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٣٢ وما بعدها ، وشرح العقيدة الطحاوية ٢ / ٧٩٢ والمعتزلة قد أثرت بجميع الفرق الإسلامية مما اضطر هذه الفرق دراسة الفلسفة وعلم الكلام للرد على المعتزلة وعلى غيرهم من الفلاسفة.
(٤) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٩٤٧.
(٥) التخصيص بالصفة ، قال الشوكاني في إرشاد الفحول ٢٦١ : وهي كالاستثناء إذا وقعت بعد متعدد ، والمراد بالصفة هنا هي المعنوية.
(٦) التخصيص بالشرط وهو ما يتوقف عليه الوجود ولا دخل له في التأثير والإفضاء. وينقسم إلى أربعة أقسام : عقلي وشرعي ولغوي وعادي. ينظر إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصول ٢٦٠.
(٧) التخصيص بالغاية وهي : نهاية الشيء المقتضية لثوت الحكم قبلها وانتفائه بعدها ولها لفظان وهما (حتى) و (إلى) ينظر إرشاد الفحول ٢٦١.