إن جعلت بشرا عطف بيان صح ، وإن جعلته بدلا لم يصح لأنه يصير ، أنا ابن التارك بشر ، مثل (الضارب زيد) لأن المبدل منه في نية الطرح وهو لا يجوز خلافا للفراء (١).
البيت للمرار الأسدي قوله : عليه الطير مفعول للتارك إن جعل متعديا إلى اثنين وإلا فهو حال ، وترقبه حال من الطير إن كان فاعلا لـ (عليه) ، وإن كان مبتدأ فحال من الضمير في (عليه) (٢). الثالث : في صفة المنادى المبني نحو : (يا غلام بشر) إن جعلت بشرا بدلا وجب بناؤه على الضم ، وإن جعلته عطف بيان جاز رفعه ونصبه ، وعليه :
[٣٥٨] ... |
|
... يا نصر نصر نصرا (٣) |
__________________
(١) ينظر معاني القرآن للفراء ١ / ١٩٢ ، وشرح الرضي ١ / ٣٤٣.
(٢) ينظر شرح الرضي فالعبارة من قوله : (والبيت للمرار حتى قوله عليه) من الرضي دون أن يعزوها الشارح إليه ١ / ٣٤٣.
(٣) الرجز لرؤية في ديوانه ١٧٤ ، وينظر الكتاب ٢ / ١٨٥ ، ١٨٦ ، والمقتضب ٤ / ٢٠٩ ، والأصول لابن السراج ١ / ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ، والخصائص ١ / ٣٤٠ ، وشرح المفصل ٢ / ٣ ، ٣ / ٧٢ ، ومغني اللبيب ٥٠٨ ، وشرح شذور الذهب ٤٤٠ ، وهمع الهوامع ٥ / ٢٩٠ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢١٩. وتمامه :
إني وأسطار سطرن سطرا
والشاهد فيه قوله : (يا نصر نصر نصرا) فنصر الأول منادى ، ونصر الثاني عطف بيان عليه باعتبار لفظه ، ونصرا الثالث عطف بيان عليه باعتبار محله ولا يجوز في واحد من الثاني والثالث أن يجعل بدلا من المنادى وذلك لأن البدل على نية تكرار العامل وفي البيت روايات يتبعها تخريجات عليها قد ذكر الشارح بعض الوجوه.