(ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ)
وكيف تنفذ كلمات الله التي لا تحصى ، والتصوير القرآني أهمل ذكر الدفاتر لعله لان أفق تفكيرنا يعجز عن تصور القرطاس الذي يمكنه ان يستوعب ما يمده البحر ، ويكتبه هذا العدد الضخم من الاعداد ، أليس كذلك؟!
(إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ)
وكيف لا يكون عزيزا من لا يستوعب ذلك الحشد من الأقلام كلماته (أو قضاؤه وإمضاؤه).
وقد ذهب بعض المفسرين إلى ان معنى الكلمات العلوم ، والواقع ان علم الله ليس مما يخضع للاحصاء فانه قديم لا يعزب عنه مثقال ذرة ، ولكن المعلومات هي التي تعد والكلمات هي المعلومات.
وخاتمة الآية تشهد بالتفسير الذي اخترناه للكلمات.
(حَكِيمٌ)
فعزة الله المتجلية في سلطانه ، وسعة أبعاد قضائه وإمضائه تتّصف بالحكمة ، حيث انه سبحانه يحكم بالعدل ويقضي بالحق ، ولا يتخذ من لدنه لعبا ولا لهوا ، بل لكل كلمة يلقيها هدف معلوم ، وأجل مسمى.