والآية هنا صريحة في ان مقدار يوم القيامة الف عام ، بينما نجد في آية أخرى ان مقداره خمسين الف سنة ، لماذا؟ لعلّه لأنّ ساعات يوم النشور خمسون ، ويدّبر الله في كل ساعة امرا ، وان عروج الأعمال اليه انما يتم في ساعة واحدة منه ، بمثل هذا جاءت رواية مأثورة عن الامام الصادق عليه السلام :
«إنّ في القيامة خمسين موقفا ، كل موقف مثل الف سنة مما تعدون».
ثم تلا (ع) هذه الآية :
«فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» (٥)
(٦) وبعد أن تعرفنا الآيات على ربنا ، لتنتهي بنا الى أن القرآن لا ريب فيه ، باعتباره من عنده تعالى ، تؤكد لنا بعض صفاته الحسنى :
(ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
يعلم خفيات الأمور وظواهرها ، فان كان الإنسان أحسن في عمله ، جزاه الله برحمته ، وإن أساء عاقبه بعزته ، أو تاب عليه برحمته.
(٧) (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)
ولعل هذه الآية تشير الى أن كل مخلوق يحس وانطلاقا من وظائفه الحياتية وظروفه بالكمال في خلقه ، فلو أبدلت أسنان الأسد بأسنان الإنسان أو منقار الغراب لما كان صالحا ولا مناسبا ، فكل شيء تجده متناسقا ومتكاملا في حدوده ، وبالنسبة الى وسطه وطبيعته.
__________________
(٥) تفسير نمونه ج (١٧) / ص (١١٧).