(أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)
هذا هو ظاهر الاعتراض على دعوة الرسالة ، ولكن الواقع هو التشكيك في قدرة الله سبحانه ، والكفر بلقاء الله.
(بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ)
ولعلّ الآية تشير الى أنّ الكفار إنما ذكروا هذا الاعتراض جدلا فثم عقدوا العزم على الكفر بلقاء ربهم ، خشية تحمل المسؤولية في الدنيا ، فأخذوا يتشبثون بأدلة جدلية لتبرير كفرهم هذا.
(١١) ولكن الله يؤكد أنه هو الذي يدبر شؤون الحياة ، وليست الصدفة ، وما دامت الحياة قائمة على تدبير الهي فلما ذا التشكيك في يوم المعاد ، وهو مما تقتضيه الحكمة؟!
ولماذا يستغرب الإنسان من فكرة البعث ، وقد خلقه الله ولم يكن شيئا مذكورا ، ثم أنه هو الذي يميته بمشيئته وليست الصدفة.
(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
ولقد وكّل الله الملائكة بإجراء قضائه بما آتاهم من قوته ، وحسب ما يهبط إليهم من أمره ، دون ان يسبقوه بالقول ، ووكلّ ببني آدم ملك الموت ليقبض أرواحهم وليتوفاهم دون نقيصة.
وملك الموت أعظم زاجر لأبناء آدم الذين لا يمكنهم الفرار منه ، جاء في حديث مأثور عن سيد المرسلين ـ صلى الله عليه وآله ـ :