لان الله سيضاعف لكن الجزاء حسنا كان أو سيئا ، والسياق يشير الى ان هذه المفارقة ليست نتيجة للتفوق العنصري الذاتي ، انما لارتباطهن المباشر برسول الله (ص) ولهذا حرص الإسلام على نقاء سمعتهن وطهارة سلوكهن الاجتماعي ، ومن هذا المنطلق حدد الله أسلوب الكلام الذي ينبغي ان تتعاطاه نساء النبي مع أبناء المجتمع إذ قال :
(فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)
يجب ان يكون حديث المرأة المسلمة مع الجنس الآخر وبالذات نساء الرسول جادا ، وخاليا من الدلال والتملق ، حتى لا يجر هذا الأسلوب الى علاقات غير مشروعة مع الآخرين ، حفاظا على عفتها ، وسلامة للأسرة والمجتمع المسلم ـ هذا من الناحية الاجتماعية ـ وللموضوع وجهة سياسية إذا تحدّد في زوجة القيادة الرسالية أو غيرها مما يشكل خطرا على أمن الامة ومسيرتها ، لان الآخرين من المنافقين ـ وعموم الأعداء ـ أصحاب الأطماع السياسية ، يبحثون عن ثغرة ينفذون منها للقيادة ليحتووها ، أو يؤثروا على قراراتها ، وقد تكون هذه الثغرة هي زوج القيادة لو ضعفت وخضعت امام الآخرين.
أما عن محتوى التعامل من قبل نساء النبي فيجب ان يكون متناسبا مع موقعهن ، ومرضيّا (معروفا) عند الرسول ، وليس مخالفا له.
(وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)
وهكذا يجب ان يكون كلام زوجة الرسول (ص) ومن ينتسب الى القيادة متوافقا مع مواقفها وأسلوبها ، إذ يجب ان يعرفوا بأنهم لا يمثلون أنفسهم انما يمثلون القيادة بانتمائهم إليها ، ولأنها يجب ان تكون جدية فلا بد أن يكون كلام المنتمين