تعرفني نبيك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني»
اذن معرفة الله مفتاح لكل المعارف الأخرى ، ولعله لذلك جاء في الحديث «أول الدين معرفته» (١)
ولان هذا الدرس يعرفنا بصفات الرسول الأكرم (ص) كان لا بد أن يذكرنا بالله أولا ، لذلك وجدنا أول السياق دعوة إلى ذكر الله وتسبيحه ، بينما يخوض نهايته حديثا عن صفات النبي ، وقد نعته القرآن بأنه شاهد ، فما هو الشاهد؟
كما يتحرك لسان الميزان ليحدد الوزن فان الشاهد هو ميزان المجتمع ، والرسول برسالته وبحياته مقياس يتعرف به الإنسان على ما إذا كان هو على الحق أو على الباطل.
ولكن الرسول ليس شاهدا بسلوكه وحسب ، انما يبشر من يعمل الخير بالجزاء الحسن ، كما يحذر الذي يعمل السيئات من عاقبة السوء ، كما انه يدعو الناس إلى ربهم وما يقربهم إليه ، وأكثر من ذلك يوضح لهم الطريق ، ويبرمج لهم الحياة فهو شاهد ، ومبشر ، ونذير ، وداع إلى الله ، وسراج منير.
والذي يجمع هذه الصفات كلها هي استقامة الرسول ، والاستقامة هي عدم الخضوع لأيّ ضغط أو شهوة ، الأمر الذي يصعب على الإنسان بما فيه من جهل وغرائز وشهوات إحرازه لو لا تنزيه الله وعصمته ، ولهذا نقرأ في نهاية الدرس خطاب الله لرسوله : «وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ».
__________________
(١) نهج البلاغة / ج ١ / ص ٣٩