مبارك) ولهذا كان من أهم تطلعات عباد الرحمن الذين تحدّثنا عنهم سورة الفرقان هو البيت الصالح ، وإمامة المتقين. لأنهم يدركون أهمية هذا الأمر في تحقيق طموحهم الأسمى وهو قيادة المجتمع (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (١) ومن أجل أن يطمئن قلب الإنسان ، وينطلق لقيادة المجتمع ، لا يكفي ان تكون زوجته وحدها صالحة لأن للأولاد وعموم أفراد الأسرة أثرا بالغا على شخصية القائد ، وهنا يجب أن نؤكّد على ضرورة التفات المرأة الى موقعها في حياة زوجها ، فان طبيعة سلوكها معه سوف تؤثر في حياته ، فعليها إذن أن تسعى لتنظيم حياتها وأسرتها معه.
من هنا نجد الامتزاج والاختلاط بين شطري السياق واضحا في تمام السورة ، يلتقيان تارة وينفصلان أخرى ليلتقيا من جديد وهكذا ، وهذان الشطران هما بعد القيادة في البيت ، وبعدها في المجتمع.
ثم يدعونا القرآن للصلاة على النبي (ص) الذي يصلي عليه الله وملائكته وينتهي السياق بالاشارة الى أذى المنافقين للرسول (ص) في حياته وبعد وفاته ، المتمثل في عدم تطبيق مناهجه ، وعدم القيام بمسؤولياتهم تجاهه كقائد ، وأعظم من ذلك محاولتهم الحط من شأنه ، والذي يناقض صلاة المؤمنين عليه وتسليمهم له ، وينذرهم القرآن بالطرد من المدينة ، واجتثاث جذورهم منها إذا ما استمروا في عملهم هذا ، كما نجد في ـ البين ـ توصية للمؤمنات بضرورة الحجاب ، وقاية لهم من أذى المنافقين ، وأصحاب القلوب المريضة ، والمرجفين.
بينات من الآيات :
(٥٥) تحدثنا هذه الآية عن بعض حدود الحجاب الاجتماعية ، وبيان من
__________________
(١) الفرقان / (٧٤).