تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) (٣)
وهكذا كل من تعرض لضغط أولياء الشيطان عليه ان يتذكر الآخرة ليصمد امامهم.
(٢٢) والفكرة التبريرية الاخرى التي يعالجها هذا الدرس ، هي فكرة الشفاعة ، التي تعني الاعتماد على قوى أخرى تنقذ الإنسان من نار جهنم كالأصنام ، وقد أقحمت هذه الأفكار في المسيحية تحت عنوان الفداء ، إذ كانوا في القرون الوسطى والى اليوم يذهبون للكنائس من أجل الحصول على صك الغفران.
ولا شك ان الاعتقاد بوجود منقذ غير الله يفرض على الله شفاعته صورة أخرى للشرك.
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ)
من الشركاء ، وخضعتهم لهم ، وهم كما يبدو ثلاثة أصناف من الشركاء :
الأول : أصحاب الثروة ، الذين يظن الناس أنهم يرزقونهم ، وأنهم لما يظهر لهم من ثروتهم وملكهم يشاركون الله في ملكه للحياة ، والقرآن ينفي ملكيتهم ولو بمقدار الذرة المتناهية في الصغر.
(لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)
الثاني : أصحاب السلطة ، والزعم بأن شخصا أو نظاما يشارك الرب في إدارة
__________________
(٣) الشعراء / (٤٩ ـ ٥١).