إضلال عباده وقد خلقهم ليرحمهم ، وان أراد ذلك لما بقي أحد مؤمنا ، وانما خلقه ليمتحن الناس من خلاله.
(إِلَّا لِنَعْلَمَ)
علما واقعيّا.
(مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍ)
والا فان الله بكل شيء عليم ، يعلم بمعرفته وخبرته المطلقة المؤمن من الكافر. والآية تؤكد على الايمان بالآخرة هو حجر الزاوية في مسيرة الإنسان وتحديد مصيره ، بل وفي ايمانه ، وبالتالي فان شكّه فيها يبعثه على الشك العام في سائر الحقائق.
(وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)
يسجل للإنسان أو عليه كل عمل وحركة ، ويحفظها في كتابه الذي يلقاه يوم القيامة منشورا.
ونستوحي من الآية ان ثمة سلطانا محدودا لإبليس على بني آدم ، لا يبلغ درجة الحتم بل يقف عند حدود الضغط ، وان الحكمة من إعطاء إبليس هذا السلطان المحدود ابتلاء البشر ليعرف مدى ايمانهم بالآخرة ، فمن كان ايمانه بها ثابتا فانه يثبت امام إرهاب إبليس ومن يتبعه ويمثله من اولي القوة والثروة والتضليل ، الا ترى كيف صمد السحرة بعد ايمانهم برب موسى وهارون (ع) امام تهديد فرعون لأنهم كانوا واثقين من اليوم الأخر ، فلم يفلح إبليس وخليفته فرعون من النيل من صلابتهم شيئا. تعال نقرأ القرآن :
(قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ