(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)
بأمره قامت السموات والأرض ، وكلمة «أمر» توحي بالقدرة التامة ، وبأنّ الفعل لا يكلّف صاحبه عملا ولا يورثه نصبا ، وهو أصدق تعبير عن قيام الخليقة بالله سبحانه جاء في الدعاء :
(وجعلت الشمس والقمر والبرية سراجا وهاجا ، من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوبا ولا علاجا) (١)
وكلمة القيام توحي بتمام الشيء وكماله فكما إنّ البشر حين يقوم يكون على أتمّ استعداد وفي أفضل حالة ، فكذلك قيام السموات والأرض تعبير عن أفضل حالاتهما ، ومعروف ان تمام الشيء لا يعني مجرد وجوده ، بل وأيضا صلاحه وسلامته كل ذلك يدلّنا على تمام قدرة ربّنا ومطلق سلطانه وانه يقيم الخليقة ب (أمره) فهو إذا يهلكها ب (أمره) ويعيدها ب (امره).
والإنسان بين الخليقة يقوم بأمر الله ، ويهلك بأمره ودعوته ، وينشر بأمره ودعوته ، وقد استخدمت هنا كلمة الدعوة لان البشر صاحب عقل ، والعاقل يدعى فيجيب.
وقدرته هي التي تستطيع ان تعيد ما في السموات وما في الأرض الى ما كانت عليه سابقا.
(ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ)
حين يأمر إسرافيل أن ينفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون ، يخرجون من
__________________
(١) مفاتيح الجنان / دعاء الصباح.