تاريخ تلك الأمم ومصائرهم للاعتبار بها فيقول :
(فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ)
والنكير : السوء الذي ينكره الإنسان ولا يريده ، اشارة الى فظاعة الخطب والدمار اللاحق بهم.
وبعد ان نسف القرآن قواعد الكفر ، وأبطل أعذار رفض الرسالة من اتباع الآباء ، أو الغرور بالقوة ، دعاهم الى التفكر. وهذا هو المنهج السليم في الدعوة : ان ترفع في البدء الحجب التي تمنع الرؤية ، ثم تخاطب الوجدان ، وتستثير العقل بالدعوة الى التفكر.
(قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى)
بصورة جماعية ـ اثنان اثنان وأكثر ـ أو بصورة فردية.
ويجب ان يكون هذا القيام بهدف التفكر لمعرفة الحقيقة التي تخالف أراجيف الكبراء والمترفين حول الرسول (ص).
(ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ)
وأول ما يذكرهم به بعد استثارة عقولهم هو ان صاحبهم الذي عرفوه طوال أربعين سنة ليس بمجنون ، وكيف يكون به جنة والحكمة تتفجر من جوانبه ، وتشهد مواقفه على كمال عقله ، وفصل منطقه؟!
فهو انما يتحدث لكم عن حقيقة لو تركتموها أصابتكم نقمة ، وهذا أدعى الى