التفكر ، وأقوى في اثارة العقل.
وإذا كان الله قد رفع عن أمة النبي محمد (ص) العذاب المادي كالصواعق والريح كرامة له ، فان سنته في تعذيب الجاحدين جارية في صور أخرى كالتخلف والتبعية والحروب ، فما تعيشه الامة الاسلامية الى اليوم انما بسبب الأفكار والعادات المتخلفة التي تعارض رسالة الله.
ولعل هذه الآية تنسحب الى كل الدعوات الاصلاحية ، وفي كل عصر ، فليس من الصحيح ان يرفض المجتمع أو يقبل اية دعوة بصورة ارتجالية سريعة ، فلعل ما يرفضه يكون صحيحا ، ولعل ما يقبله يكون خطأ ، انما يجب عليه التفكر الشامل عميقا ، في ظروف مناسبة ، وعبر منهج حكيم ، وبهدف شريف هو التوصل الى الحقيقة ، ولهذا أكّد القرآن أن يكون القيام لله وليس بهدف آخر ، إذ من الممكن ان يطلب العلم من أجل المصالح الشهوانية المادية كالشهرة والمال فلا يبلغ الحقيقة ، بينما إذا أخلص الإنسان نيته لله عند بحثه عن الحق هداه الله اليه ، لان من شروط التفكير السليم الهدف السليم منه ، ولعل هذا هو سبب تقديم النية المخلصة (القيام لله) على التفكير.
بعد ان نسف السياق قواعد الجحود ورفع عن الأبصار غشاوات العناد والمعاجزة ثمّ أمرهم بالتفكر بنية صادقة ، ذكّرهم بشواهد صدق الرسول (ص) ومن أبرزها :
إخلاصه في دعوته ، حيث لا يطمع في أجر ، اللهم إلّا أجرا يعود إليهم نفعه ، أو ليس الكاذب أو الساحر يقترف جريمة التضليل بهدف مادي؟! وها هو الرسول لا يبحث عن أجر مادي فهو إذا صادق.
(٤٧) ولان التفكير السليم سوف يقود الإنسان للايمان بالله ، والالتزام بالدين ، الأمر الذي يكلف شيئا من التضحية كضريبة لتحمل الرسالة ، يؤكد القرآن أن هذه