ورحمة.
ثمّ يأمر القرآن بالاستقامة على التوحيد (ومواجهة البدع) وهي ثمن الجنة.
بينات من الآيات :
[٩] للناس في الرسالات والرسل مذاهب ثلاث :
الأوّل : النفي المطلق ، وإذ لم يعرف هؤلاء كيف يبعث الله الرسل اتبعوا جهلهم وأهواءهم وأنكروا الرسالة رأسا.
الثاني : إنّ صلة الرسل بربهم صلة تكوينية ، بمعنى أنّ الرسل ـ عليهم السلام ـ هم قطعة منفصلة عن الإله ونازلة الى الدنيا.
وبهذا يزعمون أنّهم يحلّون المشكلة ويعرفون كيف يتم الاتصال بين الخالق والمخلوق ، إذ أنّ هذه الصلة كانت قديمة ، وهي أساسا صلة تكوينية ، فكيف يكون واحد منهم يأكل الطعام ، ويمشي في الأسواق ، ويشبههم في كلّ شيء من حياته ، كيف يكون أعلى وأفضل منهم؟! لا بد أن يكون جنسه مختلفا عن جنسهم ، وذاته غير ذواتهم ، ولا بد أن يكون من أنصاف الآلهة ومن طبيعتها.
الثالث : انّ الأنبياء والرسل هم مثل سائر البشر ، ولكنّ الله تعالى ميّزهم بالرسالة ، حيث جعلها فيهم جعلا ، ولو شاء لسلبها منهم ، فهي تشبه المصابيح في الغرفة فإن لم يكن وهّاجا لن يحوّل الغرفة إلى واقع نوراني ، إنّما سينعكس النور عليها ما دام الضوء متّقدا.
هكذا الرسالة ، فما دام روح القدس مؤيّدا للنبي فهو نبي ، فاذا افترضنا ـ جدلا ـ أنّ ربّنا أراد ـ بمشيئته المطلقة ـ أن يسلب روح القدس منهم فانّهم يصبحون