أثره في قلب الإنسان ، دعنا إذا نتخلّص منه بالتوبة ، لنطهّر القلب من أدرانه ، والسلوك من سيئات العادات ، ونترك جانبا الاستخفاف بالقيم ، والتهاون بالواجبات والسهو عن الصلاة والزكاة و.. و..
[١٦] وبالرغم من ابتعاد هذا الفريق من الناس حينا عن الصراط السوي فانّ توبتهم مقبولة ، ويتقبّل الله حسناتهم ، ويتجاوز عن سيئاتهم ، ويدخلهم الجنة مع الصالحين من عباده.
(أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا)
وإنّما يتقبّل الله من المتقين ، وقد يتقبّل من غيرهم بعد توبتهم حيث يعتبرهم كالذين لم يذنبوا أبدا وهم المتقون من عباده.
وقال المفسّرون : إنّ المراد من أحسن الأعمال الواجبات والمندوبات ، بينما المباحات لا ثواب عليها بالرغم من حسنها.
وقد يقال : إنّ لقبول الحسنات أيضا شروطا لا تتوافر فيها جميعا فلا يتقبّل الله منها إلّا الأحسن ، ممّا يبعث الإنسان إلى السعي لتحقيق كلّ شروط العمل الصالح. مثلا لا يقبل الله من الصلاة إلّا ما التفت العبد فيها إليه ، فلنقم الصلاة بحيث يتقبّلها الله جميعا لا جزء منها هو الأحسن.
(وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ)
أو ليسوا قد تابوا إلى الله منها توبة نصوحا ، والله سبحانه هو التوّاب الرّحيم؟
(فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ)
أولئك الصالحين الذين أخلصوا لله حياتهم ، وأيّة كرامة أعظم لأمثالنا أن