يدخلنا الله في الصالحين من عباده ونحن ممّن خلط عملا صالحا وآخر سيّئا؟!
(وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ)
[١٧] ويضرب القرآن مثلا من واقع الصراع بين الأجيال ، حيث يتمرّد الجيل الصاعد على قيم الحق وتقاليد الصلاح عند الجيل السائد ، لنعتبر به ألّا نهلك باتباعه.
(وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما)
بينما الدّين أوصانا بالإحسان إليهما نجد هذا الفاسق يضجر من والديه اللذين هما أصل وجوده وكلّ خير فيه ، ويقول لهما : أفّ لكما.
وكلّما يحذّره الوالدان من مغبّة الإيغال في الخطيئة ينهرهما ، ويكفر بالجزاء قائلا :
(أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ)
بعد الموت للحساب ، كلّا .. إنّه وعد مكذوب ، ثمّ يستشهد بما درج عليه الجاحدون للجزاء : بأنّ القرون المتطاولة قد مضت ، ولمّا يخرج منهم أحد. أرأيت ميّتا أحياه الله بعد أن أقبر وأوقفه للجزاء؟! كذلك لا أخرج أنا.
(وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي)
أفلا يعلم أنّ الحياة الآخرة تأتي بعد انقضاء الحياة الأولى ، ويومئذ يبعث الله الأوّلين والآخرين معا ، ويحقّق وعده الحق؟
وهكذا يتمرّد الفاسق على تربية الوالدين وهما يبذلان كلّ جهد ممكن لإقناعه