بالحق ، فاذا شعرا بالفشل استغاثا بالله أن يعينهما في إصلاح ابنهما الضّال.
(وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ)
والتربية الحق هي التي تزرع في قلب الولد خشية الله ، إذ ما قيمة السعادة في الدنيا إذا أعقبها الشقاء الأبدي؟!
(وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ)
ونستلهم من هذه الآية المنهج السليم لتربية الطفل الذي كان يتبعه الوالدان المؤمنان ، والذي أنشأ الله به ذلك الجيل الصالح الذي احترم الجيل الماضي بالإحسان إليه والاستغفار له ، كما عمل في سبيل إنشاء جيل صالح بالدعاء والعمل. وهذا المنهج قائم على أساس توسيع رؤية الطفل ليرى الحياة الأخرى فيوازن بينها وبين الدنيا في قراراته ، فيسعى لهما سعيا عادلا ، ولا يترك إحداهما للأخرى ، لأنّهما في الواقع حياة واحدة ممتدة من اليوم حتى يوم الجزاء.
بيد أنّ بعض الآباء يخفقون في هذا السبيل ، وعليهم ألّا يقلقوا فقد أدّوا مسئوليتهم ، وما جعل الله لهما سلطانا يكرهان به ولدهما على اتباع الحق. كيف وقد خاطب الله رسوله الكريم : «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ» ، وقال : «لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ».
وقد خلق الله الناس أحرارا يبتليهم ، ولعلّنا نستفيد من هذه الآية أنّ مسئولية الدعاة وحملة الرسالة تقتصر على البلاغ ، وحتى لو كانت لديهم قوة رادعة فلا يستحسن التوسّل بها لاكراه الناس على اتباع الرشد ، فبالرغم من أنّ للوالدين السيطرة الطبيعية على الولد إلّا أنّهما حين يقومان بدور الداعية يستفرغان الجهد في إقناعه بالحجة ، وليس بإكراهه ، وعادة ينجحان ، أمّا إذا فشلا فذلك أمر يعود الى