وجود حرية القرار عند الولد الذي قد يتمرّد على الحق بحجة أنّه تقاليد بالية وأفكار رجعية.
(فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)
ويبدو من هذه الكلمة أنّه متمرّد على الماضي ، ويتهمه بأنّه يمثّل الخرافة والدجل ، وهذا شأن صراع الأجيال الذي يحرم الجيل الصاعد من ثقافة الجيل السائد وتجاربه وعبره وعظاته ، ويقضي على التواصل الحضاري الذي هو عنوان تقدّم الأمم.
وقد كان لهذا النفس المشؤوم آثاره السيّئة علينا نحن المسلمين في العصر الحديث ، حيث لم يميّز الشباب بين المسلمين والغثّ من تجارب آبائهم فرفضوها ، وسعوا نحو تقليد الأجانب ، فكانوا كالغراب الذي حاول تقليد الطاووس في مشيته فلم يفلح فضيّع المشيتين!
إنّ من لا يملك أصالة لا يستطيع الانتفاع بتجارب الآخرين ، لأنّه لا يملك مقياسا سليما يميّز به ما ينفعه من تجاربهم وما يضره ، فيكون كمن يبني على الرمال سرعان ما ينهار بناؤه.
وقد دلّت تجارب التاريخ على أنّ الأمم ذات الأصالة هي الأقدر على احتواء تجارب غيرها من الأمم المتمرّدة على تاريخها ومكاسب حضارتها.
ونحن اليوم بانتظار ذلك الجيل المؤمن الذي يعيش بثلاثة أبعاد : متفاعلا مع حاضره ، مستفيدا من ماضيه ، متطلّعا لمستقبله.
[١٨] الدّين والكفر قديمان عند البشر ، فكما كان منذ القدم رجال صالحون ملتزمون بالدّين كان آخرون يكفرون به ، فاذا كان كلّ قديم رجعية فانّ الكفر هو