يظلمون ، بل هم يجزون بما كانوا يعملون.
(وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا)
يبدو أنّ المراد من «ولكلّ» أهل الجنة وأصحاب النار لكلّ درجته ومنزلته حسب عمله.
(وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ)
أى ليجزيهم أعمالهم جزاء تامّا وافيا.
(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا هنا ، يره هناك بدرجاته المتعالية في الجنّة ، ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا هنا ، يره هناك بعذاب دركات النار.
[٢٠] ولا يدع كتاب ربّنا الحكيم الإنسان في غمّة من أمره بل يكشف له أسباب الكفر فيبيّن له علاجها ، لكي لا تكون للناس حجة بعد البيان ، ذلك أنّ النار شيء عظيم ، فكيف يلقي ربّ الرحمة عبده العاصي فيها دون أن يتمّ عليه الحجة كاملة.
(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ)
هنالك حيث تستعدّ النار لاستقبال أفواج الكفّار والعصاة بألسنة الّلهب المتصاعدة والشهقات الواسعة التي تبتلع الملايين ، هنالك إذ تتوضّح الحقائق ، فلا غفلة ، ولا استرسال ولا تبرير ، ولا إهمال ، هنالك تقال لهم كلمة الحق التي لو عرفوها في الدنيا إذا ما أهملوا ، ولا تشبّثوا بالأعذار التي لا تغني شيئا.
(أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا)