صلوات الله.
روي في الحديث أنّ عمر ابن الخطّاب قال : استأذنت على رسول الله (ص) فدخلت عليه في شربة أمّ إبراهيم ، وإنّه لمضطجع على خصفة وإنّ بعضه على التراب ، وتحت رأسه وسادة محشوّة ليفا ، فسلّمت عليه ثمّ جلست فقلت : يا رسول الله أنت نبيّ الله وصفوته وخيرته من خلقه ، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟!! فقال رسول الله (ص) : «أولئك قوم عجّلت طيّباتهم ، وهي وشيكة الانقطاع ، وإنّما أخّرت لنا طيّباتنا» (١).
أمّا الإمام أمير المؤمنين فيقول عنه حفيده الإمام الباقر (عليهما السلام):
«والله ان كان علي يأكل أكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد ، وإن كان يشتري القميصين فيخيّر غلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر ، فإذا أجاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ، ولقد ولّي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء ، وإن كان ليطعم الناس خبز البرّ واللحم ، وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل ، وما ورد عليه أمران كلاهما لله عزّ وجل فيه رضا إلّا أخذ بأشدّهما على بدنه ، ولقد أعتق ألف مملوك من كدّ يمينه ، تربت منه يداه ، وعرق فيه وجهه ، وما أطاق عمله أحد من الناس ، وإن كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وإن كان أقرب الناس به شبها عليّ بن الحسين ما أطاق عمله أحد من الناس بعده» (٢)
وهكذا كان يربّي النبي أصحابه ، فقد ورد في الحديث أنّه (صلّى الله عليه وآله) دخل على أهل الصّفة وهم يرقّعون ثيابهم بالأدم (٣) ما يجدون لها رقاعا ، فقال :
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (١٥).
(٢) المصدر / ص (١٦).
(٣) الجلد المدبوغ.