«أنتم اليوم خير أم يوم يغدو أحدكم في حلّة ويروح في أخرى ، ويغدى عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى ، ويستر بيته كما تستر الكعبة؟ قالوا : نحن يومئذ خير ، قال : بل أنتم اليوم خير» (١).
[٢١] عذاب الدنيا أهون من جهنّم ، ولكنّه شاهد عليها ، ولقد استمتع الكفّار بدنياهم ، وأذهبوا فيها طيباتهم ، فابتلوا بعذاب بئيس هنا قبل الآخرة. ألا يكفينا ذلك عبرة؟
هؤلاء قوم عاد ملأ قلوبهم حبّ الدنيا حتى حجبهم عن فهم حقائق الآخرة ، فإذا بهم يعرضون عن النذر بالرغم من بلاغ إنذارهم.
ويبدو أنّ السياق يضرب لنا من قصّة عاد مثلا على جملة البصائر التي تقدّمت في هذا الدرس ، والتي منها : تشبّث الإنسان بالتقاليد ، وتوغّله في شهوات الدنيا.
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ)
دعنا نذكرهم لنتعظ بمصيرهم.
وكان هود من ذات القبيلة فكان إنذاره بليغا. أو ليس يتحدّث بلسانهم وحسب مستواهم العقلي؟ وبالإضافة إلى ذلك هو من أنفسهم يحبّ لهم الخير.
(إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ)
قالوا : الأحقاف هي الكثبان الرملية التي تتجمّع هنا وهناك.
وقالوا : إنّها كانت وسط الجزيرة العربية بين نجد والأحساء وحضرموت
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٥) / ص (١٧).