بينات من الآيات :
[٢٦] عند ما يفرّ الجاحد ـ لآيات الله ـ من مسئولية الاعتراف بالحق ، والتسليم له ، يلجأ ـ في زعمه ـ إلى ركن الغرور بالقوّة والعلم ، ويعتقد أن ما يملكه من أموال ، ومن كيد ، ومن مكر تغنيه شيئا عند ما يحدق به خطر الدمار ، بسبب كفره بالله ورسالته.
كلا .. إن مصير الغابرين من عاد ، وثمود ، وفرعون وهامان وجنودهما ، وغيرهم يكفينا عبرة بأن قدراتنا المادية والعلمية إن هي إلّا غرور.
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ)
قال المبرّد : «ما» في قوله : «فيما» بمنزلة (الذي) و «إن» بمنزلة (ما) والتقدير : ولقد مكّناهم في الذي ما مكناكم فيه ، والمعنى : أنّهم كانوا أقوى منكم ، وأكثر منكم أموالا (١) وكذا في قوله تعالى : «كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ»
وهكذا كانت الإمكانات التي سخّرت لهم أكثر مما سخرت لقريش ، وربما لكلّ قوم يتلون الكتاب من بعدهم.
(وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً)
وبما أنّهم كانوا مزوّدين بهذه الأجهزة زعموا بأنها تنقذهم من عذاب الله. ذلك أن الإنسان يهلك إذا كان ضعيفا ، أو جاهلا ، أو غافلا ، ولم يكن أولئك القوم كذلك ، ومع ذلك اهلكوا عند ما أراد الله.
__________________
(١) يمرط : ينزع.