[٧ ـ ٨] وربنا هو رب الكون بأسره ، ولكنّ بعض الناس يشرك به ، ويقسم الخليقة على آلهة شتى ، وهذه النظرة الضالة للحياة ليس سببها عدم ظهور آيات الربوبية في الكون من حولهم ، وإنّما لأنّهم لم يرتفعوا إلى مستوى المعرفة العميقة واليقين.
(رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)
بلى. إنّ الموقنين هم الذين ينظرون للحياة نظرة توحيدية خالصة من الشرك ، فلا يؤمنون بإله إلّا الله عزّ وجل.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ)
فهو المتصرّف في مصائر الخلق ، ومن هذه صفته هو الإله ، والأولى بالعبادة من كلّ أحد سواه ، وما دام ربنا هو الذي يملك الموت والحياة فلما ذا نخشى غيره ونخضع له؟! لما ذا نتبع الطاغوت؟! ولماذا نقلّد آباءنا؟!
إنّهم ليسوا بآلهة حتى نعبدهم ، إنّما هم عباد مثلنا خلقهم الله.
(رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ)
سواء عبده الآباء أم أشركوا به ، ونحن يجب أن نتخذ هذه الحقيقة مقياسا لتقييم الأجيال وليس العكس ، وذلك لكي لا يؤثّر علينا انحراف الآخرين تأثيرا سلبيّا.
[٩] والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا يضلّ البشر عن هذه الحقائق ، ويشركون بالله؟
والإجابة : لأنّهم يظنّون أنّ الحياة الدنيا هي نهاية المطاف ، فهي الهدف في