كلا .. ويعتمد المنافقون على مبدأ السرية ، ولكن أيحسبون ان الله لن يخرج أضغانهم ، ويظهر مرض القلب الذي تنطوي عليه أنفسهم بالأمر بالقتال؟!
بلى. ربنا قادر على كشفهم الآن ، بتغيير صورهم ، بل انك قادر على معرفتهم من خلال تضاعيف كلماتهم ، أو من ملامح صورهم.
ويعود القرآن إلى الحديث عن القتال ببيان حكمته المتمثلة في الابتلاء ، ويؤكد : أن الكفار لن يضروا الله شيئا ، وسيحبط أعمالهم. ويأمر المؤمنين بطاعة الله والرسول والتسليم لأمره بالقتال ، ولا يبطلوا أعمالهم.
أما الكفار الذين يموتون وهم كفار فلن يغفر الله لهم.
ويشحذ الله عزيمة الاستقامة عند المقاتلين ، ويدعوهم إلى الصمود ، وألّا يهنوا ، ويدعوا إلى السلم (الذليل) وهم الأعلون (بايمانهم) وأن الله لن يترهم أعمالهم.
ويهون شأن الدنيا في أعينهم ، ويبين (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) (إلّا ما طلب بها الآخرة) ففيه الجزاء بشرطين (الايمان والتقوى) وإذا آمنوا واتقوا يؤتهم الله أجورهم ، ولا يطلب منهم أموالهم.
وفي خاتمة السورة يذكرنا السياق بضرورة الإنفاق في سبيل الله ـ خصوصا وان القتال بحاجة إليه ـ وإذا طلب الله كل أموالكم ـ وهذا امتحان صعب ـ لأنكم تبخلون ، ويخرج الله أضغانكم (ومدى تشبثكم بالدنيا).
كيف وأنتم حين تدعون لإنفاق بعض أموالكم فان منكم (مَنْ يَبْخَلُ ، وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ).
وفي نهاية السورة نجد إنذارا للمؤمنين بأنهم إن لم يتحملوا مسئولية الرسالة ، ويتولوا ، يستبدل الله بهم قوما غيرهم.