رامت الباطل ، وهكذا قاوم الجاهليون على امتداد الزمن بعثة الرسل فأضلّ الله أعمالهم ، لأنّها لم تكن في الإطار الصحيح.
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ)
فلأنّهم كفروا فقد أضل الله أعمالهم التي كانت ظاهرة الصلاح ، فحتى لو سقوا الحاج ، وعمروا المسجد الحرام ، فإنّها لم تكن نافعة ، لأنّها كما البناء الذي زلزل أساسه أو الشجرة التي اجتثّت من فوق الأرض.
فمن كفر بالله يكفر بقيم الرسالات ، بالحرية والاستقلال والعدالة والمساواة والمنهجية العلمية و.. و.. ، وهذه القيم أساس كل عمل صالح.
وهكذا لا ينبغي أن نغتر بظاهر التقدّم الذي يحرزه هذا الفريق من الناس ، لأنّه ينطوي على تخلّف خفي ، ولا يزال بنيانهم على شفا جرف هار.
أرأيت كيف وظّفوا تقدمهم في انتهاب ثروات الشعوب ، واستعباد المحرومين ، والعلوّ في الأرض بغير الحق؟
أرأيت كيف أشعلوا نار الحروب ، ودمّروا الديار لكي يحرّكوا عجلة اقتصادهم ببيع الأسلحة؟
ألم تر كيف تسابقوا في صناعة اللعنة ، وملأوا ترساناتهم بأدوات التدمير ذات الشرّ المستطير؟
أليس ذلك شاهدا كافيا على تلك الحقيقة ، أنّ أعمالهم قد ضلّت عن طريقها ، ولم تحقّق أهدافا في رفاه الإنسانية وخيرها؟