لا ينشط إلّا لمصلحتهم ، وباعتبارهم أعداء الإقتصاد فإنّ دورة نشاطه لا تزيده إلّا تخلّفا ، وهذا أحد معاني الإحباط.
وفي الأخلاق ـ كما في السياسة والإقتصاد ـ تصدق هذه المقولة ، فإنك تجد البعض من الناس يفقدون في لحظة تهوّر أو نزق ما اكتسبوه من سمعة حسنة خلال عشرات السنين. أليس ذلك يعني الإحباط؟
وبكلمة : إنّما ينفع العمل إذا كان أساسه سليما ، أمّا العمل القائم على أساس منهار فإنّه ليس لا ينفع فقط ، بل وقد يصبح خطرا على صاحبه.
وأساس العمل الصالح : السياسة الصالحة ، الإقتصاد الصالح ، القيم الراشدة في السلوك.
[١٠] والتاريخ أفضل مدرسة ، والسير في الأرض لدراسة تجارب الأوّلين على الطبيعة أفضل منهج في هذه المدرسة ، إذ يجعلنا نلمس الحقائق بصورة مباشرة بعيدا عن تفسيرات المتخلّفين ، وخرافات الأوّلين.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ)
دعنا نسير في مناكب الأرض لنبحث عن آثار الأوّلين فيها ، بشرط ألّا تستوقفنا الآثار بل العبر التي وراءها.
(فَيَنْظُرُوا)
بأمّ أعينهم على الطبيعة ، دون وسائط نقل ، وتفسيرات خاطئة.
(كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ)