كيف ان البعض يبخل عن الإنفاق (ببعض أمواله) في سبيل الله ، بينما الإنفاق هو ذخيرة لنفسه. فاذا بخل فانما يبخل عن نفسه ، لأن الله هو الغني وهم الفقراء.
وأنذر ربنا المسلمين بأن توليهم عن واجبات الرسالة (وفي طليعتها القتال والإنفاق) يفقدهم صلاحية حمل الرسالة ، فيستبدل الله غيرهم فلا يكونوا أمثالهم.
بينات من الآيات :
[٣٢] ليس من السهل التسليم لقيادة الحق للأسباب التالية :
أولا : لأن القائد بشر كسائر الناس يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولا يني الشيطان يوسوس للإنسان ، كيف تطيع بشرا مثلك؟ ومن الذي فضله عليك؟ وكانت هذه أخطر العقبات التي منعت الناس من اتباع الرسل بادئ ذي بدء.
وثانيا : لأن كثيرا من قرارات القيادة تمس الحياة اليومية ، وقد لا تكون مفهومة عند الفرد كما قد تخالف مصالحه العاجلة أو آراءه أو أهواءه .. مما يستدعي المزيد من العزم حتى يتغلب الفرد على الحالة النفسية التي تمنعه من تنفيذ القرار.
وثالثا : لأن صاحب الولاية الالهية يسوق الناس نحو الكمال أبدا ، مما يجعل قراره صعبا مستصعبا .. لا يحتمله إلا كل مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .. لأن قراره نابع من الوحي والقيم الحق التي أنزل بها ، ومنها التطلع نحو الكمال.
من هنا فان طاعة الرسول تأتي في مقدمة فرائض الرسالة ، كما ان مخالفته تعتبر ارتدادا عن الدين وكفرا وسببا لابطال الأعمال.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ)