إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
هدى من الآيات :
بالرغم من أنّ الله ينجز وعده لعباده المؤمنين فينصرهم على أعدائهم ، وبالرغم من أنّهم ينتظرون فتحا قريبا ونصرا عاجلا ، إلّا أنّه قد يتأخر عنهم ، لمصلحة يعلمها الله ، فلربما لو جاءهم النصر عاجلا منع عنهم فتحا كبيرا لمّا تتهيّأ أسبابه ، فهذا رسول الله (ص) يرى في منامه ، ويخبر المؤمنين أنّه سوف يدخل المسجد الحرام آمنا ، ثم يقودهم حاجا الى بيت الله ، فيجد المشركين قد استعدوا لحربه أو صدّه عنه ، فلم تتحقّق رؤياه في الظاهر ، ولكنّه (ص) دخله فاتحا في السنين اللاحقة ، بسبب ذلك الصلح الذي أبرمه في تلك السنة.
المسلمون من جهتهم فهموا رؤيا الرسول على أنّها تؤكّد دخول مكة في تلك السنة ، ولكنّه (ص) مع علمه بالواقع جعلها غامضة ، فلم يبيّن لهم بأنّ النصر لا يأتيهم في ذلك العام ، لأنّه لو أخبرهم ربما تقاعسوا عن الجهاد ، وإذ لم يخبرهم الرسول بواقع الأمر سارعوا نحو مكة يحدوهم أمل الانتصار ، وانتهى الأمر بهم الى