أنّ الأنبياء معصومون؟ قال : بلى ، قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : «لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ» قال الرضا (عليه السّلام) : لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأنّهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة الى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالوا : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ* وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ* ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) فلما فتح الله تعالى على نبيّه (ص) مكة ، قال له : يا محمد «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ» عند مشركي أهل مكة بدعائك توحيد الله فيما تقدّم وما تأخّر ، لأنّ مشركي مكة أسلم بعضهم ، وخرج بعضهم عن مكة ، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد إذا دعا الناس اليه ، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم فقال المأمون : لله درّك يا أبا الحسن (١)
__________________
(١) نور الثقلين ـ ج ٥ / ص ٥٦