(قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا)
فنحن مأمورون من قبل الله أن لا نقبلكم من دون شرط وقيد.
(كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ)
وهذا جزاؤكم الطبيعي.
ولأنّ هؤلاء مجبولون على التبرير فإنّهم لن يعترفوا بواقعهم ، وإنّما سيحاولون التستّر بأعذار لا تنفع ، شبيهة بتلك التي برّروا بها تخلّفهم عن المسير والقتال من قبل.
(فَسَيَقُولُونَ)
وهم يتهمون المؤمنين والقيادة الرسالية التي تجسّدت يومئذ في الرسول (ص).
(بَلْ تَحْسُدُونَنا)
وبالتالي فإنّكم تريدون من رفض انتمائنا إليكم التفرّد بالمكاسب ، وفي مقابل هذه التهمة يأتي الردّ الالهي الحاسم بأنّهم غارقون في الجهل.
(بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً)
ويدلّ على ذلك أمران :
الأمر الأوّل : وقد عالجته الآية في مطلعها ، وهو جهل هؤلاء بأنّ الانتهازيّ الذي يترك جماعته في ساعة الحرج لا يمكن أن يحتسب منهم في الرخاء كأمر واقعي ، وبالذات في المجتمع العربي الذي يعدّ ذلك من صميم عاداته وتقاليده