وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً)
وقد تجسّد ذلك الفتح في الانتصارات والمغانم التي صار إليها المؤمنون بعد ذلك في معركة خيبر وفتح مكة وغيرهما ، ولا شك أنّ المؤمنين كانوا يخسرون الكثير ، وتفوتهم هذه الانتصارات لو كان قرارهم الانهزام ، وهذه الحقيقة واضحة في تاريخ الأمم والحركات ، فهي عند ما تتمسّك بمبادئها وأهدافها ، وتستقيم من أجل ذلك رغم المصاعب والتضحيات ، تصل الى ما تريد بتضحيات أقل ، بينما تقصر على غاياتها ، وتعيش الذلّ والهوان ، حينما تنقلب على أعقابها ، وتدفع إضافة الى ذلك أضعافا مضاعفة من الخسائر ضريبة للهزيمة.
ومن خلال الآيات المتقدمة يتضح أنّ المؤمنين وصلوا للمكاسب التالية نتيجة لثباتهم على العهد :
١ ـ تثبيت الايمان في قلوبهم وزيادته.
٢ ـ الفتح العسكري القريب إضافة الى الفتح السياسي المتمثّل في صلح الحديبية.
٣ ـ المغانم الكثيرة معنوية وسياسية واقتصادية.
[٢٠] (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها)
في المستقبل ، ولكنّه عجّل لهم أمرين :
الأوّل : المغانم الأوليّة التي حصل عليها المؤمنون إثر الصلح ، كدخول أفواج من الناس في الدين ، وتخالف بعض القبائل مع الرسول ، وحصول حالة من الأمن تمكّنه من بناء حركته وإعداد المؤمنين للمواجهة الحاسمة ، أمّا ما حصلوا عليه بعد