مطلقة من أمكن خطأه؟ نعم. المؤمن ـ كلّ مؤمن ـ حجة على الآخرين فيما يصح من أعماله وصفاته ، ولذلك فإنّ مغفرة الله وأجره لا يشملان كلّ الذين صحبوا النبي (ص) ، وإنّما يختصّ بهما المؤمنون الصادقون الذين أخلصوا الصحبة ، واستقاموا على الحق إلى الأخير.
بينات من الآيات :
[٢٢] بالرغم من قوّة قريش وحلفائها التي تفوق في ظاهرها قوة المسلمين ، وبالرغم من اعتقادهم ـ وربما اعتقاد كثير من المسلمين ـ بأنّ الحرب بين الطرفين تعني غلبتهم على حزب الله ، يؤكّد ربّنا لرسوله وللمؤمنين أنّ الحرب لو دارت رحاها لانتصروا عليهم ، ولهزموهم شرّ هزيمة.
(وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ)
فرارا من المواجهة ، دون أن تجرأ قوى الحلفاء كثقيف وهوازن على إسناد قريش ، لأنّها هي الأخرى سوف يدخلها الرعب ممّا يسلبها شجاعة اتخاذ قرار الدعم والنصرة.
(ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً)
إنّ أولئك الذين كانوا يعتقدون بقيادة قريش ، ويسلّمون لولايتها عليهم ، سوف تتبدّل قناعاتهم فيها ، لأنّهم إنّما صاروا الى ذلك ثقة في قوّتها وقدرتها ، وقد هزمت فهي إذن لا تستحق أن تتولّاهم .. ثم لنفترض أنّهم تدخّلوا لصالحها في الحرب ، فهل ذلك يبدّل هزيمتهم إلى نصر؟ كلّا .. وما هي قوّتهم أمام إرادة الله؟
[٢٣] ثم ليعلم هؤلاء وأشباههم عبر الزمن أنّ انتصار الحق على الباطل سنّة إلهية ثابتة تحكم الحياة بإذن الله ، وقد عجز أسلافهم الذين هم أشدّ قوّة منهم عن