ويرسي القرآن قاعدة الاخوة بين المؤمنين لتكون محورا أساسيا للعلاقة بينهم ، ولطائفة من التعاليم والانظمة والآداب أبرزها ضرورة الإصلاح بين الاخوة لعل الله يرحمهم بذلك (١٠).
دال) ولكي نقتلع جذور الصراع ، ثم لكي نعيش في ودّ ووئام لا بد أن نطهر قلوبنا من عقد التعالي فوق بعضنا ، كلا .. فنحن جميعا بشر متساوون لا يجوز أن يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم عند الله وفي عالم الواقع ، فيكون استهزاؤهم بهم محض سفه ، ومجرد خسارة لهم للمكاسب التي يمكنهم الحصول عليها. كما لا يجوز أن تسخر نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن.
وحتى إذا ألقى الشيطان في أنفسنا هذه النظرة الشاذة ، فلا يجوز أن نفصح عنها ، وأن نعيب بعضنا أو أن نتبادل الألقاب البذيئة. أو لسنا مسلمين قد طهر الله حياتنا من كل قذارة. فلما ذا نسمي بعضنا بأسماء الفسق وقد أكرمنا الرب بأسماء إسلامية رفيعة المستوى؟ (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) (١١).
ونهدم علاقاتنا ببعضنا إذا استرسلنا مع الأوهام والشكوك والظنون التي تثيرها الأحقاد أو الحالات النفسية أو الاشاعات المغرضة وهكذا يأمر الإسلام باجتناب كثير من الظن ويؤكد أن بعض الظن إثم ، ولعله الذي نتحقق منه بالتجسس ، أو نجعله موقفا لحياتنا ولو ظننا سوء فلا يحبذ التحقق منه ، وهكذا ينهانا الدين ويقول «ولا تجسسوا» وإذا عرفنا من أخينا عيبا مستورا فلا يجوز أن نشيعه عليه من وراء ظهره بالغيبة ، لأنه بمثابة أكل لحم أخينا ميتا. أو ليس ذلك نيلا من كرامته؟ وكرامته أعظم أم بدنه (١٢)؟
هاء) ثم يرسي السياق قاعدة التوحيد التي ترفض أي نوع من التمييز المادي بين الإنسان والإنسان ، ويؤكد ربنا أن أصل البشرية واحد ، آدم وحواء ، فلا