لنفي مزاعم بعض القائلين بالتفويض.
فقد سأل رجل أبا عبد الله الامام الصادق (عليه السّلام) فأجابه فيها فقال الرجل : إن كان كذا وكذا ما كان القول فيها (لعله زعم ان الافتراضات الجديدة لا حكم لها في الشريعة) فقال له : «مهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول الله لسنا نقول برأينا من شيء» (١).
وروي سماعة عن الامام أبي الحسن عليه السّلام أنه قال : قلت له كل شيء تقول به في كتاب الله وسنته أو تقولون برأيكم؟ قال : «بل كل شيء نقوله في كتاب الله وسنته» (٢).
فلكي لا نتقدم على الرسول ، ولا يسوقنا الهوى والجهل لا بد من التفقه في الدين ومعرفة أصول الحكم فيه والانبعاث منها لمعرفة الحياة وتفاصيل سلوكنا فيها.
[٢] ذلك كان أدب التعامل مع الرسول (ص) والقيادة الرسالية ، وأما أدب التحادث معه فقد بينته الآية التي تخاطب المؤمنين للتذكرة بأن مثل هذه الآداب من علائم الايمان ومن شروطه. وقد جاء في الحديث المأثور عن الامام الباقر عليه السّلام أنه ما خوطب المسلمون بهذه الكلمة إلّا عند إسلام الأوس والخزرج قال الامام :
ما سلت السيوف ، ولا أقيمت الصفوف في صلاة ولا زحوف (حرب) ولا جهر بأذان ، ولا أنزل الله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» حتى أسلم أبناء قبيلة الأوس والخزرج (٣).
__________________
(١) المصدر / ص ١٧٣
(٢) المصدر
(٣) نور الثقلين / ج ٥ / ص ٨٠