ويبدو أن سبب ذلك تكوّن المجتمع الاسلامي عند إسلام هاتين الطائفتين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ)
وتتسع الآيات للأحكام التالية :
أولا : إذا تحدثوا الى الرسول خفضوا أصواتهم احتراما للرسول ، وللوحي الذي يحتمله .. إن هذا السلوك المهذب يعكس مدى احترام الأمة للرسول وللقيادة الوريثة ، ذلك الاحترام الذي يساهم في تنفيذ القرارات بوازع نفسي وبيسر وبلا تكلف.
ثانيا : لا يجادلون الرسول فيما يأمر به ، فهو من أبرز مظاهر رفع الصوت عند الرسول ، ولا يجادلوه بما يؤذيه.
ثالثا : إذا قضى الرسول بشيء يسلموا له ولا يرفعوا صوتهم بالمعارضة.
وقد ذكر المفسرون في أسباب نزول هذه الآيات موارد شتى تنطبق على كل هذه الأحكام ، ولعلهم كانوا يقصدون تأويل الآية ، وتطبيقها على تلك الموارد.
فقد جاء في تفسير علي بن إبراهيم : أنها نزلت في وفد بني تميم كانوا إذا قدموا على رسول الله وقفوا على باب حجرته فنادوا يا محمد أخرج إلينا ، وكانوا إذا خرج رسول الله تقدموه في المشي ، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته ويقولون : يا محمد (يا محمد) ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم فأنزل الله هذه الآيات (١).
وهذا تأويل يتطابق وأول الأحكام التي استوحيناها من الآية الكريمة ، وهو ظاهر الآية.
__________________
(١) المصدر