فان الضرر يكون عليهم جميعا.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ)
فما دام القائد هو الذي بيده القرار وعليه مسئولية التنفيذ فلا بد من إعطاء صلاحية ذلك له ومنحه الفرصة المناسبة ، وعدم التدخل في جزئيات عمله.
ثم إن الرسول حين يكمل أعماله في البيت ثم يخرج إليهم يكون أكثر استعدادا لاستقبالهم وبالتالي يكون خيرا لهم.
(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
فلو لم يراع أحد هذه الآداب مع الرسول وارتكب بذلك خطيئة فلا ينبغي أن يقنط من رحمة الله.
جاء في الأثر : إن ثابت بن قيس بن شماس كان رفيع الصوت فافتقده النبي صلى الله عليه وآله فقال رجل : يا رسول الله أنا أعلم لك علمه ، فأتاه فوجده جالسا في بيته ، منكسا رأسه ، فقال له : ما شأنك فقال : شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي فقط حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل النبي صلّى الله عليه وآله فأخبره انه قال كذا وكذا ، فقال النبي : «اذهب اليه فقل له : إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة» (١).
__________________
(١) المصدر / ص ٣٠٤