الرسالة والرسول وضرورة العودة إليه.
رابعا : إن خبر العادل حجة. قالوا بالرغم من ان الآية لا تدل على حجية خبر العادل صراحة وبصورة مباشرة ، بل بما يسمى لديهم بمفهوم الوصف الذي لا حجية فيه عندهم ، إلا ان فائدة بيان الوصف هنا ليست إلا أن الحكم يدور مداره مثل أن نقول : إذا تعاملت مع أهل الباطل فاشهد عليهم ، وإذا ذهبت الى زيارة المريض فتجنّب مواكلته ، وإذا زرت بلاد الكفر فتزوّد بالبوصلة لصلاتك .. وما أشبه.
وأقول : كما أن النفي يتركز في سور الكلمة أو شرطه أو صفته ، كذلك الشرط ، فاذا قلنا : لا أعطيك كل نقودي ، ولا تشرب اللبن إذا أكلت السمك ، ولا تمش في الأرض مرحا ، فان معناه نفي كلية النقود فلو أعطى بعضها لم يخالف وعيده ، أو النهي عن شرب اللبن مقارنا مع أكل السمك ، (أو كل النهي عن الجمع بينهما) وكذلك النهي عن مشية المرح لا كل شيء.
كذلك الشرط فلو قال : إذا جئتني صباحا أكرمتك أو إذا رأيتك شامتا قليتك وما أشبه. فان الشرط يلحق أضيق حلقات الكلام ، أي وقت الصباح أكرمك وعند الشماتة أقليك وكذلك الشرط هنا : إذا جاءكم فاسق بنبإ .. فان الشرط مقصود وغرضه تحديد النتيجة بأضيق الحدود ، وهو كون المخبر فاسقا ، ولهذا قال الأولون : إن هذا من مفهوم الشرط وليس من مفهوم الوصف والله العالم.
خامسا : ماذا يعني التبين؟ يبدو أنه يشمل كل أسلوب يؤدي الى حالة الوضوح عند الإنسان ، ولأن الله قد خاطب عامة المؤمنين بهذه الكلمة ، فان مفهوم التبين يكون عرفيا أيضا ، بمعنى أن كلما تطمئن إليه نفس الإنسان العادي ، حتى لا يبقى فيه شك معقول أو ارتياب يعتني به العقلاء كاف حجة عند الله في الموضوعات.