الأول من اقتتال الأصحاب مما كان مظهرا واضحا للبغي ضد الامام الحاكم.
ويبدو أن هذا الفهم يستند الى ان الاقتتال بين المسلمين يكون عادة على السلطة ، حيث لا ترى طائفة منهم السلطة شرعية فتقوم ضدها ، وسواء كانت تملك حجة في ذلك ، وكما قامت طوائف من المسلمين ضد الحكام في العهدين الأموي والعباسي ، أولا كالذي حدث في عهد الامام علي عليه السلام ، فان الآية تشمل ذلك كله ، ويشهد على ذلك الحديث المفصل المروي عن الامام الصادق عليه السلام والذي جاء فيه : «بعث الله محمّدا بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها .. الى أن قال : وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل (ثم قرأ الآية الكريمة : وإن طائفتان ..) فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فسئل النبي : من هو؟ فقال : خاصف النعل ، يعني أمير المؤمنين ، فقال عمار بن ياسر : قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ثلاثا وهذه الرابعة ، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا المسعفات من هجر لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل». (١)
وعلق الفقيه الكبير الشيخ محمد حسن النجفي على ذلك بقوله : خبر الأسياف المروي في التهذيب والكافي وعمل به الأصحاب وتسمعه إنشاء الله صريح فيما ذكره بعض من أنه نزل فيهم قوله تعالى : وإن طائفتان الآية. (٢)
ب / لا ينبغي معاملة أهل البغي معاملة الأعداء ، بل ينبغي أن نقاتلهم لكف بأسهم ودرء للفتنة فاذا فاءوا الى أمر الله عاملناهم كاخوة .. وقد جاء في تتمة
__________________
(١) وسائل الشيعة / ج ١١ / ص ١٨
(٢) جواهر الكلام / ج ٢١ ص ٣٢٣ (الطبعة الثانية)