الحديث الآنف ذكره : «وكانت السيرة فيهم (أهل البغي) من أمير المؤمنين (ع) ما كان من رسول الله (ص) في أهل مكة يوم فتح مكة فانه لم يسب لهم ذرية ، وقال : من أغلق بابه فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه (أو دخل دار أبي سفيان) فهو آمن ، وكذلك قال أمير المؤمنين (ع) يوم البصرة نادى : لا تسبوا لهم ذرية ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تتبعوا مدبرا ، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن». (١)
وجاء في حديث آخر عن الامام الصادق عليه السلام : عن عبدالله بن سليمان : قال قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام : إن الناس يروون أن عليا قتل أهل البصرة وترك أموالهم (مما يثير تساؤلا عندهم كيف يبيح دماءهم ولا يبيح أموالهم؟) فقال : «إن دار الشرك يحل ما فيها وإن دار الإسلام لا يحل ما فيها». (٢)
بل نجد في حديث آخر أعظم من ذلك فقد روى مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه : «إن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه الى الشرك ولا الى النفاق ولكنه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا». (٣)
روى عن الامام علي عليه السلام انه سئل عن الذين قاتلهم من أهل القبلة أكافرون هم؟ قال : «كفروا بالاحكام وكفروا بالنعم ليس كفر المشركين الذين دفعوا النبوة ولم يقروا بالإسلام ولو كانوا كذلك ما حلت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم». (٤)
__________________
(١) وسائل الشيعة / ج ١١ / ص ١٨
(٢) المصدر / ص ٥٨
(٣) المصدر / ص ٦٢
(٤) جواهر الكلام / ج ٢١ ص ٣٣٨ نقلا عن كتاب الدعائم