نفسا ولا مالا وهم القدوة. (١)
د / قال الفقهاء إن الباغي ذا الفئة يقتل أسيرا ويجهز عليه جريحا ويستحل ماله ، لأنه يعود الى من يجمع له السلاح ويغدق عليه الأموال ويعاود القتال .. وجاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق عليه السلام انه سئل عن الطائفتين من المؤمنين إحداهما باغية والاخرى عادلة فهزمت العادلة الباغية قال : «ليس لأهل العدل أن يتبعوا مدبرا ولا يجهزوا على جريح ولا يقتلوا أسيرا وهذا إذا لم يبق من أهل البغي أحد ولم يكن فئة يرجعون إليها ، فاذا كانت لهم فئة يرجعون إليها فان أسيرهم يقتل ، ومدبرهم يتبع وجريحهم يجهز عليه». (٢)
وقال المحقق في الشرائع : من كان من أهل البغي لهم فئة يرجع إليها جاز الاجهاز على جريحهم واتباع مدبرهم وقتل أسيرهم. فعلق عليه صاحب الجواهر بقوله بلا خلاف أجده في شيء من ذلك. (٣)
وهذا الحكم يستفاد أيضا من الآية الكريمة ، لأن ذا الفئة من البغاة لا يزال في حالة الحرب إذا لم ينفصل عنهم أو ليست فئته تحارب المسلمين وهو لم يتبرّأ منهم .. فلم يتحقق بالنسبة إليهم قوله سبحانه : «حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ».
وجاء في حديث مأثور أنه أتى علي عليه السلام بأسير يوم صفين فبايعه فقال علي (ع) «لا أقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، فخلى سبيله وأعطاه سلبه الذي جاء به». (٤)
__________________
(١) القرطبي / ج ١٦ / ص ٣٢٠
(٢) المصدر ٣٢٩
(٣) المصدر / ص ٣٢٨
(٤) وسائل الشيعة / ج ١١ / ص ٥٤