حتى ولو ملك ما هو أفضل منه.
أما النساء فتجري مفاخرتهن في أمور شخصية كالجمال والزينة أو النسب أو السبب ، وأساس الاستهزاء بالآخرين عجب كل قوم بما يملكون من ميزات ، وفرحهم بها ، ثم تعاليم على من سواهم بذلك ، ولعل ميزات الآخرين أعظم وأنفع للناس وأبقى عند الله ، لذلك ذكرنا الرب سبحانه بالالتفات الى هذه الحقيقة ، وقال :
(عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ)
وفي حديث مأثور عن رسول الله (ص) نقرأ أن من علامات عقل المرء تركه التعالي على الناس ، هكذا روي عن أبي جعفر (عليهما السلام) : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : «لم يعبد الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من العقل ، ولا يكون المؤمن عاقلا حتى تجتمع فيه عشر خصال .. والعاشرة لا يرى أحدا إلّا قال : هو خير منّي وأتقى ، إنما الناس رجلان : فرجل خير منه وأتقى ، وآخر هو شرّ منه وأدنى ، فاذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به ، وإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى قال : عسى خير هذا باطن ، وشرّه ظاهر ، وعسى أن يختم له بخير. فاذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وساد أهل زمانه». (١)
وفي رواية أخرى قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : «إن الله عز وجل كتم ثلاثة في ثلاثة ، كتم رضاه في طاعته ، وكتم سخطه في معصيته ، وكتم وليه في خلقه ، فلا يستخفن أحدكم شيئا من الطاعات فانه لا يدري في أيها رضا الله ، ولا يستقلن أحدكم شيئا من المعاصي فانه لا يدري في أيها سخط الله ، ولا يزر أن
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ١ / ص ١٠٨