أحدكم بأحد من خلق الله فانه لا يدري أيهم ولي الله» (١)
وجاء في سبب نزول الآية الكريمة ان ثابت بن قيس بن شماس كان في أذنه وقر ، وكان إذا دخل المسجد تفسحوا له حتى يقعد عند النبي (ص) فيسمع ما يقول ، فدخل المسجد يوما والناس قد فرغوا من الصلاة ، وأخذوا مكانهم ، فجعل يتخطى رقاب الناس ، ويقول : تفسحوا ، تفسحوا ، حتى انتهى الى رجل فقال له : أصبت مجلسا فاجلس ، فجلس خلفه مغضبا ، فلما انجلت الظلمة ، قال : من هذا؟ قال الرجل : أنا فلان ، فقال ثابت : ابن فلانة! ـ ذكر أمّا له كان يعير بها في الجاهلية ـ فنكس الرجل رأسه حياء فنزلت الآية (٢).
وعن ابن عباس في قوله : «ولا نساء من نساء» نزل في نساء النبي (صلّى الله عليه وآله) سخرن من أم سلمة. وعن أنس : وذلك أنها ربطت حقويها بسبيبة ـ وهي ثوب أبيض ـ وسدلت طرفها خلفها ، فكانت تجرّه ، فقالت عائشة لحفصة : أنظري ماذا تجرّ خلفها كأنه كلب ، وقيل أنها ـ عائشة ـ عيرتها بالقصر ، وأشارت أنها قصيرة ، وهذا ما روي عن الحسن بن علي عليهما السلام (٣).
وفي تفسير علي بن إبراهيم أن الآية نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب ـ وكانت زوجة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ـ وذلك أن عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها ، وتشتمانها ، وتقولان لها : يا بنت اليهودية ، فشكت ذلك الى رسول الله (ص)؟ قال : قولي : أبي هارون نبي الله ، وعمي موسى كليم الله ، وزوجي محمد رسول الله (ص) فما تنكران مني؟! فقالت لهما ، فقالتا : هذا علمك رسول الله (ص) فأنزل الله الآية (٤).
__________________
(١) المصدر / ج ٧٥ / ص ١٤٧
(٢) مجمع البيان / ج ٩ / ص ١٣٥
(٣) المصدر
(٤) تفسير القمي / ج ٢ / ص ٣٢٢