المجتمعات ، وعموما فإنّ كل لقب لا يرضى به صاحبه يجب أن نمتنع عن تلقيبه به.
«وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ».
أي لا تتبادلوا بينكم الألقاب السيئة التي تؤثر على سمعة المجتمع الاسلامي ، إنما ينبغي أن نختار أفضل الألقاب ، وأحب الأسماء فنطلقها على إخوتنا.
إن طهارة اللسان ونظافة الأجواء الاجتماعية تطبع حياتنا بأحسن الصور. أرأيت لو قدمت مدينة قذرة لا يأبه أهلها بنظافة أبدانهم ، أفلا تتمنى لو تخرج منها سريعا؟ كذلك المجتمع حين يعبق طيب الكلمات الحسنة في أرجائه يستريح الإنسان إليه ، أما إذا انتشر فيه ريحة نتنة نهرب منها.
وقد نزلت هذه الآية ـ حسب المفسرين ـ في أن الرجل كان يعيّر بأصله بعد إسلامه فيقال له : يا يهودي ، يا نصراني .. وقال البعض : إن الرجل كان له الاسمان والثلاثة فيدعى ببعضها فعسى يكره فنزلت الآية. (١)
(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ)
فالأسماء التي كانت للجاهلية لا تصلح للمسلمين الذين رفع الله شأنهم بالايمان – ولذلك روي عن النبي صلّى الله عليه وآله : «من حق المؤمن على المؤمن أن يسميه بأحب أسمائه اليه» (٢).
(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
__________________
(١) القرطبي / ج ١٦ / ص ٣٢٨
(٢) القرطبي / ج ١٦ / ص ٢٣٠