إن الحقوق الاجتماعية ليست بأقل حرمة من الحقوق المالية ، ومن يعتدي على عرض إخوانه كمن يعتدي على نفسه أو ماله ، أولا نقرأ الحديث الشريف المأثور عن النبي صلّى الله عليه وآله : «إن الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه وان يظن به السوء» (١).
وهذه الآية تنهى أيضا عن التعيير الذي هو من التنابز بالألقاب حسب ما يدل على ذلك سبب نزولها ، وقد وردت نصوص عديدة في النهي عن ذلك منذرة فاعل ذلك بالافتضاح.
فقد روى الامام الصادق عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال : «من أذاع فاحشة كان كمبتديها ، ومن عيّر مؤمنا بشيء لا يموت حتى يركبه» (٢).
وروي عن الامام الباقر عليه السلام : «إن أقرب ما يكون العبد الى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما» (٣).
وجاء في حديث مأثور عن الامام الصادق عليه السلام : «إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنة فمن أذنب ذنبا كبيرا رفع عنه جنة ، فاذا عاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه ، ويبقى مهتك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة وفي الأرض على ألسنة الناس ، ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه ، ويقول الملائكة الموكلون به يا ربنا! قد بقي عبدك مهتك الستر ، وقد أمرتنا بحفظه ، فيقول عزّ وجلّ : ملائكتي! لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته ،
__________________
(١) تفسير نمونه نقلا عن المحجة البيضاء / ج ٥ / ص ٢٦٨
(٢) بحار الأنوار / ج ٧٥ / ص ٢١٥
(٣) المصدر