القلب ، وصفاء النفس تجاه الآخرين.
قال الامام الصادق عليه السلام : «حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسلامة صدره ، وعلامته أن يرى كل ما نظر اليه بين الطهارة والفضل ، من حيث ما ركب فيه وقذف من الحياء والأمانة والصيانة والصدق»
فهذه هي عناصر الايمان حقا ، فالمؤمن حييّ أمين يصون سر الناس ويتعامل معهم بالصدق ، وأضاف عليه السلام قائلا :
قال النبي : «أحسنوا ظنونكم بإخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب ، ونقاء الطبع» وقال أبيّ بن كعب : أذا رأيتم أحد إخوانكم في خصلة تستنكرونها منه فتأولوا لها سبعين تأويلا ، فاذا اطمأنت قلوبكم على أمرها ، وإلا فلوموا أنفسكم حيث لم تعذروه في خصلة سترها عليه سبعون تأويلا وأنتم أولى بالإنكار على أنفسكم منه (١).
بلى. يصدق هذا فقط عند صلاح الزمان أو بين التجمع الصالح الذي تتسم علاقاتهم بالأخوة الايمانية. أما إذا فسد الزمان أو أردنا الحكم على تجمع فاسد أو مجتمع منحل فلا يجوز حسن الظن ، لأنه نوع من الغباء والمؤمن كيس فطن.
هكذا قال الامام الصادق عليه السلام : «إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن تظن بأحد سوء حتى يعلم ذلك منه ، وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يبدو ذلك منه» (٢).
وكلمة أخيرة : إن تجنب الظن السيء منهج علمي رصين ، لأن وساوس
__________________
(١) المصدر / ص ١٩٦
(٢) المصدر / ص ١٩٧