ولعل هذه الآيات تنتظم مع الآيات السابقة في أن هناك فريقا من الناس يحاولون أن يستأكلوا دينهم ويتعالوا على الناس باسم الإسلام والايمان ، فيجعلوا الدين وسيلة لبلوغ مآرب الدنيا ، وهذا بؤرة تمايز لا يعترف به الإسلام. ولا بد من فضح هؤلاء بتعريضهم لامتحان الطاعة والجهاد.
بينات من الآيات :
[١٣] التوحيد صبغة المجتمع الذي يبشر به الدين ، وتوحيد الله سبحانه يتنافى والقيم الشركية التي يهبط إليها البشر عند ما يبتعدون عن الوحي الالهي .. من تقديس الاباء والتراث والتقاليد والتمحور حول القبيلة والعشيرة .. وتقديس الأرض والقوم والحزب ، الى تأليه الثروة والقوة واللون والعنصر.
كلا .. الإنسان فوق ذلك جميعا إذا تمسك بحبل الله ، واهتدى بنور الوحي والعقل.
وتلك القيم الزائلة ليست فقط شركية تقلل من قيمة الإنسان ـ بعيدا عن تلك الاعتبارات ـ وتشوه رؤيته الى حقائق الخلق ، وتحجبه عن معرفة الخالق. بل هي أيضا جاهلية متخلفة ، وما تقدمت البشرية خطوة إلا بقدر ابتعادها عن تلك القيم بمثلها.
فمن عكف على عبادة صنم الأولين ، وقدس تراثه وتقاليده أنى له أن يساير تطورات الزمن ، ويستوعب تجارب الآخرين ، وينمو مع الأفكار التقدمية؟ ومن عبد صنم قبيلته أو عشيرته هل يمكنه أن ينفتح على إيجابيات غيره أو يمد يد التعاون مع من يعتبرهم الأرذلين ويسخر منهم ، مهما كان عندم من أفكار وطاقات؟
وهكذا .. كل من حدد نفسه في إطار ضيق لا يمكنه أن ينطلق مع قطار الحضارة