عليه السّلام : «اتقوا سكرات النعمة ، واحذروا بوائق النقمة» (١) ، وقال : «أيّها الناس ليركم الله من النعمة وجلين ، كما يراكم من النقمة فرقين» (٢).
[٣٤ ـ ٣٥] وبعد هذه الأفكار التمهيدية ينتهي السياق إلى البصيرة الأم في الدرس ليؤكد العدالة والجزاء ، ويستنكر مزاعم لكفّار والمشركين بأنّ الدنيا هي آخر المطاف.
(إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ* إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ)
لأنهم لا يدرسون التاريخ ، ولا ينظرون إلى الحياة نظرة موضوعية ، وإلّا لاهتدوا الى حكمتها ، وأنّها قائمة على أساس العدل ، مّما يؤكّد وجود الدار الآخرة ، والموتة الأولى هي الوفاة التي زعموا أنّها النهاية فلا نشأة بعدها ولا حياة ، كما قالوا : «إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ» (٣).
[٣٦] وإذ أنكروا البعث والنشور حاولوا تبرير هذا الاعتقاد بطلب ، قالوا :
(فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
ولو أنّ الله يحيي آباءهم ما كان ذلك يجعلهم يؤمنون ، لأنّهم يتشبّثون بهذه الفكرة تبريرا لكفرهم ، ولو بطلت نظريّا أو عمليّا لبحثوا لهم عن تبرير آخر للإصرار على الضلالة.
[٣٧] لذلك فانّ القرآن لا يجازيهم ، وهل يغيّر ربّنا سنّته في الكون للاجابة على
__________________
(١) نهج البلاغة / خطبة ١٥١
(٢) نهج البلاغة / حكمة ٣٥٨
(٣) الأنعام / ٢٩