أرض الشهوات) وهذا يجعلهم في أمر مختلط.
ثالثا : هذه السماء بما فيها من متانة البناء أليست دليلا على قدرة الرب ، أو لا تكفي وسيلة لتوسيع أفقنا العلمي حتى نعترف بقدرة الرب على رجعنا من جديد.
رابعا : الأرض ، ألا ترى كيف مدها الله وأركزها بالراسيات وأنبت فيها من كل زوج بهيج.
بلى. إنها أدلة كافية ولكن لمن؟ لكل عبد منيب ، مهيأ نفسيا لمثل هذه البصائر والآيات ، ومثل ذلك الغيث الذي ينبت به الله جنات من الأشجار ومروج حب من ـ حب الحصيد ـ. أرأيت النخل باسقات لها طلع نضيد؟ إن كلّ ذلك أنشأه الله ليكون رزقا للعباد ، وبكلمة صادعة يفجر السياق ينبوع المعرفة في القلوب الصافية ويقول : (وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ) .. إنها تحرق حجب التعجب والاستبعاد ، أرأيت النواة كيف تختزل حياة شجرة باسقة حتى إذا أنزل الله عليها الماء وأمدها بوسائل النمو أصبحت شجرة باسقة كيف لا يمكن أن يفعل مثل ذلك بالإنسان بعد موته؟
ثم يصب حمم الغضب على الكاذبين لكي يزيل عامل اللامبالاة عند الكفار بالبعث ، والذي قادهم إلى التعجب ويذكرهم بمصير قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الايكة وقوم تبع كيف نزل بهم وعيد الله حين كذبوا الرسل.
ويستشهد بالخلق أول مرة الذي يهدينا متانة نظمه وتنوعه إلى اقتدار خالقه وأنه كان عليه يسيرا .. أفلا يدل على أنه قادر على الخلق الجديد.
وفي آيات متواصلات يزرع القرآن خشية الرب في نفس الإنسان ، لكي